شروط وقواعد التدريس الفعّال

الشروط والقواعد التي ستعرض لا تشكل مواقف نهائية وتوقيفيّة، بل هي مجرّد رؤى لمربين ذوي خبرة تعززها التجربة والبحث. تنهل هذه القواعد من المرجعيات البيداغوجية المعاصرة، وتستند إلى القوانين العالمية والوطنية في مجال حقوق الإنسان وحقوق الطفل، والحقوق التربوية. فالشعار العام هو تحقيق مدرسة الحداثة التي تتوخى ترسيخ قيم التعايش، والحرّيّة والتشارك.

مدخل /

الرّهان معقود على الجيل الجديد من الأساتذة من أجل تحيري العقول وتنمية الإنسانية في ذات المتعلّم.

الرّهان على المستقبل يبدأ من التربية؛ إذا بعض الأسر عاجزة عن القيام بمهامها التربوية، لتكون المسؤولية اليوم ملقاة على الجيل الجديد من الأساتذة المربين، من خلال وعي تربوي جديد يؤطر ممارسة تربوية راشدة.

أنتم الأساتذة الجدد من سيصنع جزائر المستقبل بقدر طاقتكم، وبقدر وعيكم، وأملكم، وكرم عطائكم.

الشروط العامة للتدريس الفعّال حسب فليب ميريو (Philipe Meirieu)

لائحة الشروط والموجّهات غير قابلة للحصر والاختزال، بهذا الشكل، الذي سنسلكه، ولكن مقتضيات البيداغوجية تفرض هذا الاختزال والتجريد في نفس الوقت.

الشرط الأوّل / الحق في التعلّم يعني الحقّ في الخطأ

يقتضي أن يكون أيّ تدريس، أو تعلّم داخل الفصل بعيدا عن أيّ شكل من العنف أو التهديد، إذ لا يمكن أن يتعلّم التلميذ في جوّ يسوده التجريح والمهانة والعقاب الجسدي، في حال ارتكب التلميذ خطأ.

فالتلميذ الذي يخطئ يحتاج أن نستمع لوجهة نظره، ومساعدته على اكتشاف الخطأ وإصلاحه، ومنحه فرصة جديدة، وأن نقدّر بشكل إيجابي الخطأ والمجهود الذي بذله في تقويمه؛ لأن أيّ خطأ يرتكبه متعلّم واحد يكون في مصلحة المجموعة المتعلّمة كلّها، كموضوع للتحليل والاكتشاف والتعلّم لباقي الأفراد.

يجب تفادي تقييم عمل المتعلّمين بواسطة علامات عديدة، التي لا تشكّل في الواقع إلا لحظة عابرة من تطور مسار المتعلّم، كما أنها (النقطة) ترسخ في ذهن المتعلّم تأويلا كميا للعمل يصعب ترجمته إلى تأويل نوعي. فأغلب نظم التقييم في المدارس لا تقيم قياسا عادلا وموضوعيا لعمل المتعلمين؛ لأن هذه التقويم يحكم على العمل بدل أن يساعد المتعلّم، ويرشده إلى كيفية تطوير عمله، حيث تصبح النقطة كَكَمّ عددي في بؤرة الاهتمام، ولا يهم نوع الخطأ الذي ارتكب، وما نوع المجهود الذي يجب أن يذل من أجل تطوير التحصيل والإنجاز.

من المستحسن أن يوجّه المعلّم المتعلّم، في مرحلة أولى، ملاحظات على عمل المتعلّم ومساعدته على تجاوز تعثراته، وفي مرحلة ثانية يمكن أن نمنحه نقطة عديدة مبرّرة بملاحظات أيضا. والنقطة الثانية هي التي يمكن احتسابها في قياس تحصيله.

على هذا النحو يكون التقييم وسيلة إيجابية لتقويم ولتقدير التعلّمات.

فالرّهان المركزي هنا هو جعل القسم فضاء لممارسة الخطأ، والتردد والاكتشاف والتعلّم في النهاية.

لا يجب أن يتحوّل فضاء القسم إلى محكمة تترصد وتعاقب كلّ مَن أخطأ. فالرهان هو أن نبني في وعيينا التربوي فهما جديدا وإيجابيا للخطأ، يمكن صياغة شعاره على هذا النحو [الحق في التعلّم يعني الحقّ في الخطأ في جوّ من السّلم والتعاون].

تحميل المقال >

تم عمل هذا الموقع بواسطة