هيكلة المقطع التعلّمي:


تقديــم /

تتوزع التعلّمات عبر خمسة مقاطع تعلّمية تشكل مخطط التعلّم السنوي. ويستهدف كل مقطع تحقيق كفاءة ختامية في التربية العلمية ومستوى مع من الكفاءة الشاملة للسنة في الرياضيات. وذلك في انسجام يحترم منطق كل مادة على حدة وفي تناوب بين المفاهيم الواردة في المادتين بما يحقق الإدماج في المادة الواحدة وفي المادتين معا. والملاحظ بشكل جلي هو حضور ميدان الأعداد والحساب في كل المقاطع وهو ما يجعل منه قاطرة كل التعلّمات في الرياضيات ويدل على أنّ للعدد أهمية خاصة في فهم ما يتطرق إليه التلميذ في التربية العلمية والتكنولوجية. وبهذا المنطق فإنّ مخطط التعلّم السنوي يمثل لوحة قيادة للأستاذ في عمل يعدّه مسبقا حتى يتمكن من الإلمام بكل صغيرة وكبيرة بالمنهاج بما يسمح له بضبط وتيرة إنجاز عمله مع تلاميذه تتصف بالمرونة والانسجام مع وتيرة تعلّمهم. يقترح هذا الكتاب مع دفتر الأنشطة المرفق به خمسة مقاطع تعلّمية تتكوّن من الفقرات التالية:

  1. وضعيّة انطلاقية مشتركة بين الرياضيات والتربية العلمية التكنولوجية
  2. وضعيات تعلّمية أولية متناوبة بين المادتين
  3. تعلّم الإدماج
  4. حل الوضعية الانطلاقية
  5. التقويم (حصيلة)
  6. المعالجة البيداغوجية

ينتهي كل مقطع تعلمي بصفحة تحت عنوان الرياضيات في حياتنا اليومية، وهي تتضمن أنشطة إدماجية إضافية يستغلها الأستاذ بعد المعالجة البيداغوجية المحتملة.

ملاحظة [1] تم توزيع الميدان الأول لمادة التربية العلمية والتكنولوجية على المقطعين 1 و2 نظرا لحجمه مقارنة بباقي الميادين.

ملاحظة [2] فقرة الرياضيات في حياتنا موجودة في ثلاثة مقاطع فقط لضرورة تقابل صفحتي الوضعية الانطلاقية.

كيف نتناول مقطعا تعلّميا؟

يتم تناول المقطع التعلّمي انطلاقا من الفقرة الأولى فيه وهي الوضعية الانطلاقية والتي من المفترض أنّ التلميذ لا يستطيع حلّها ولو بإجراءاته الشخصية.

 ومن مميزاتها أنّها تغطي الموارد التي تضمّنها هذا المقطع في إطار مدمج للموارد وتحفّز التلميذ على التعلّم وأنّ حلّها لا يتأتى مباشرة بعد التحكم في المفاهيم الواردة في هذا المقطع فحسب بل يحتاج أيضا إلى اكتساب موارد منهجية وإلى تطوير كفاءات عرضية ذات طابع فكري ومنهجي يستهدف هذا المقطع مستوى معيّن منها.

 لذلك يحرص الأستاذ) ة) على تناولها مع تلاميذه ضمن حجم زمني مرن يمتد من حصة إلى حصّتين حيث يأخذون وقتا كافيا في التعامل معها تحت إشراف أستاذهم فيعرضها عليهم ويفتح معهم نقاشا عموديا وأفقيا ليس بغرض حلّها بل ليمكّنهم من طرح تساؤلات قد يثيرها هو في بعض الأحيان لكي يجعلهم ينخرطون في سياق بحث جماعي لفهم ما ورد فيها وفهم المطلوب منهم لحلّها وليتأكد هو من حصول هذا الفهم، والأهم أن يتأكد من إدراكهم لمحدودية مواردهم لحلها.

وهنا يوضح لهم بأنّ ما سيتعلمونه في الصفحات الموالية سيمكنهم من حل هذه الوضعية ويطلب منهم تصفح صفحات هذا المقطع ويتوقف عند بعض الفقرات منه مستغلا إياها في مزيد من التوضيح بما يجعل التلاميذ يتشوقون لتعلّم ما جاء فيها وهكذا يكون قد حقق الهدف من الوضعية الانطلاقية والمتمثل أساسا في تحفيز التلاميذ على الانطلاق في التعلمات والإخراط في بناءها في جو اجتماعي يسوده الاستماع للآخر والبحث عن مبررات مقنعة قصد قبول فكرة أو دحضها وعرض أفكار للتبادل والإثراء. ويحرص الأستاذ(ة) على أن يتم كل ذلك في إطار من الضوابط العلمية والمنهجية في العمل الصفي مما يجعل جميع التلاميذ في مركز الفعل التعليمي/ التعلّمي. ونؤكد أنّ ممارسات الوضعية الانطلاقية في الفترة الأولى من بداية تناول المقطع التعلّمي لا يقصد بها حل هذه الوضعية.

إنّ وجود محطة في المقطع التعلّمي تتعلق بتعلّم الإدماج، لا يعني بأي حال من الأحوال اقتصاره عليها، بل إنّ الوضعية الانطلاقية في حدّ ذاتها تتصف بأنّها وضعية إدماجية تدمج موارد المادتين كما أنّ وضعيات التقويم هي من نفس عائلة الوضعية الانطلاقية.

 زيادة على هذا فقد دعّم الكتاب هذا البعد والتي تقدّم وضعيات من الحياة اليومية تتدخل فيها» الرياضيات في حياتنا اليومية «بإضافة صفحات الرياضيات بصفة مباشرة.

بعد تناول الوضعية الانطلاقية يشرع في معالجة الوضعيات التعلّمية الأولية بالتدرج، ويقصد بها مضمون الصفحة الواحدة بفقراتها الثلاث في كتاب التلميذ) أكتشف؛ أنجز؛ تعلّمت (وفقرتيها المكملتين في دفتر الأنشطة) أتمرّن؛ أبحث) وفق سيرورة سيأتي شرحها بالتفصيل صفحة صفحة. وبعدها يتم التطرق إلى وضعيات تعلّم الإدماج في المادة الواحدة وفي المادتين حسب ما يتيحه الكتاب، وحسب اجتهاد الأستاذ في إعداد وضعيات من هذا القبيل.

نعود بعد هذا إلى حل الوضعية الانطلاقية التي من المفترض أنّ التلميذ قد امتلك الموارد اللازمة لحلها. وأخيرا يجرى التقويم من خلال وضعيات إدماجية ثمّ إعداد معالجة للنقائص والثغرات والصعوبات المسجلة. أما فيما يتعلق بصفحة الرياضيات في حياتنا اليومية فهي محطة لممارسة التقويم في إطار من الإدماج أكثر شمولية بما يتيحه من وضعيات من الواقع.

  • المقاطع التعلّمية كما جاءت في كتاب التلميذ.

تحميل المقال >


تم عمل هذا الموقع بواسطة