أنشطة التعلّم لمادة الرّياضيات، [السنة 1 ابتدائي نموذجا]
قبل التعرّض لأنشطة التعلّم لمادة الرياضيات، كما وردت في كتاب التلميذ، للسنة الأولى ابتدائي، وكما تمّ شرحها في دليل المعلّم، يُستحسن أن نقف عند شرح وتوضيح لمفهوم [ نشاط التعلّم]. فما يراد بمفهوم [نشاط التعلّم؟]
1) تعريف أنشطة التعلم:
تعتبر الأنشطة التعلمية محطة من محطات تحقيق المقطع التعلمي، إذ تحقق من خلالها المهام أو الإنجازات المطلوبة من التعلم، وتعتمد دعامات ديداكتيكية تختلف باختلاف وحدات المادة [خرائط، جداول، خطاطات، نصوص] ...
إن أنشطة التعلم هي عبارة عن سلوكات التلاميذ في علاقة مع مهام التعلم التي يجب إنجازها في الوضعية الديداكتيكية والتي ترمي إلى تحقيق أهداف معينة، ويفيد هذا التحديد ما يلي:
أنماط أنشط التعلّم، كما وردت في كتاب الرياضيات للسنة الأولى ابتدائي:
2. الحساب الذهني:
جاء في الوثيقة المرافقة لمنهاج الطور الأوّل ما يلي: يحتل الحساب الذهني مكانة هامة بدء من السنة الأولى من التعليم الابتدائي، وهو محل ممارسة منتظمة.
ويمارس الحساب الذهني لتحقيق هدفين متكاملين:
- تذكر آلية (جدول الجمع، بعض الأضعاف، الإكمال إلى العشرات الأكبر، ...): هذا ما نسميه الحساب الآلي.
- استعمال نتائج معروفة لتسهيل حساب يبدو معقدا: وهذا ما نسميه الحساب المتمعن فيه.
وزيادة على هذا الطابع النفعي للحساب الذهني فهو يسمح بتنمية بعض المهارات عند التلميذ: كالتخيل والنقد والتذكّر.
لا يتعارض الحساب الذهني مع الحساب الكتابي، فهو منذ بداية السنة محل أنشطة منتظمة وعلى مختلف الأشكال: استجواب شفهي، ألعاب ضمن أفواج، أنشطة تدريب.
يمكن تلخيص وظائف الحساب الذهني في ثلاث هي:
لذلك جاءت فقرة الحساب الذهني بارزة في كتاب التلميذ للتأكيد على حساسية مكانته ولجعله قريبا من التلميذ يمارسه باستمرار بغرضين أساسيين، أَوّلهُمَا تثبيت المعلومات المكتسبة بجعلها متوفرة بشكل دائم وثانيهما تمكين التلميذ من تجنيد هذه المعلومات لاكتساب موارد جديدة لاحقا.
3) حلّ المشكلات:
جاء في المنهاج ما يلي: يعتبر نشاط حلّ المشكلات من صميم تعلّم الرياضيات. وهو معيار أساسيّ للتحكّم في المعارف في كلّ المجالات الرياضية، وهو أيضا وسيلة لضمان امتلاك هذه المعارف والمحافظة على معناها.
عند تعلّم الرياضيات، يعدُّ التلميذ أدوات لحلّ مشكلات حقيقية، ثم يستغلّها بإعادة استثمارها في حلّ مشكلات أخرى. ومن خلال هذه الأنشطة يشرع التلميذ في تطوير قدراته على البحث والشرح والتعليل والاستدلال. وعملا بهذه المعنى اهتم الكتاب بحل المشكلات من خلال فقرتي أكتشف وأبحث معتمدا ثلاثة أبعاد هي:
إنّ اعتماد الكتاب لهذه الأبعاد جاء بهدف التكفل بالكفاءات عرضية وبمركبات الكفاءات الختامية الثلاثة لكل ميدان من الميادين المهيكلة للمنهاج في مادتي الرياضيات والتربية العلمية والتكنولوجية.
4) الوضعيّة المشكلة:
إنّها وضعية مشكلة وليست مشكلة فقط؟ نعم المصطلح يتكوّن من لفظتين هما [الوضعيّة] و [المشكلة]، فهي إذن عبارة عن مشكلة لها سياق، سياق ضمن نص المشكلة أي مُعْطَيَاتٌ ولِبَاسٌ لها يجعلها واقعية أو قريبة من واقع التلميذ، وبتعبير آخر معطيات نابعة من محيط التلميذ حتى تكون ذات دلالة بالنسبة له وليس بالضرورة أن تكون هذه المعطيات صحيحة، وسياق يمثل البيئة التي يعدّها الأستاذ ليحل التلميذ فيها هذه المشكلة بغرض اكتساب موارد جديدة. في هذه البيئة يلعب الأستاذ دور الضابط للوضعية المشكلة بما يجعل الصراع المعرفي لدى التلميذ الناتج عن شعوره بالحاجة إلى موارد جديدة للوصول إلى الحل الأمثل في متناوله. كما تتميّز الوضعية المشكلة بكونها مركبة وغير معقّدة وذات جِدَّةٍ بالنسبة للتلميذ وتسمح له بالشروع في الحل، تتضمن عناصر للتقويم الذاتي.
فهي بهذا المعنى تعتبر أداة من الأدوات البيداغوجية المؤسّسة على البناء الذاتي للمعارف؛ لذلك اعتمدها الكتاب كأداة بيداغوجية خدمة لهذا الاتجاه، خلال تناول الوضعيات التعلّمية البسيطة (أي الأوّلية) من المقطع التعلّمي المدرجة ضمن مسار التعلّم في فقرة أكتشف بقصد اكتساب موارد جديدة (معارف جديدة، سلوك جديد أو موقف، قيمة أدبية أو أخلاقية، التحكّم في المهارات وفي مسعى حلّ المشكلات).
يعتبر نشاط التربية العلمية والتكنولوجية من بين الأنشطة التعلمية الاستراتيجية في مرحلة التعليم الابتدائي، وتهدف بأبعادها المختلفة إلى البناء التدريجي للكفاءات العلمية القاعدية التي تزود المتعلمين بأدوات الحل المناسبة لكل المشكلات التي تعترضهم في المدرسة أو في حياتهم اليومية.
وقد تم إدراج هذا النشاط منذ السنوات الأولى للتمدرس بغرض تعويد المتعلمين منذ الصغر على الملاحظة والاستدلال والتجريب من أجل اكتساب المعارف العلمية الأولية.
إن نشاط التربية العلمية والتكنولوجية بطابعها الخاص المتمثل في:
استكشاف المحيط، تحليل الظواهر والتعامل مع الأدوات التكنولوجية، تسمح بإكساب المتعلم نوعا من الاستقلالية وتساهم في بناء شخصيته.
كما يستهدف هذا النشاط تطوير المواصفات المتعلقة بالتفكير العلمي والمتمثلة أساسا في: الموضوعية، تقديم الحجج، البرهنة.
إن منهاج مادة التربية العلمية والتكنولوجية، يسهم بشكل فعال مع المواد التعليمية الأخرى في تنمية الوعي الجماعي، بما يقدمه للثقافة العامة لدى المتعلمين، وإقامته لمواقف إيجابية إزاء المجتمع وهذا بمساعدة المتعلمين في بناء مواقف موضوعية، بتعليمهم أسس النقاش البناء لحل مشاكل وتقبل الآخر كطرف يمتلك آراء ووجهات نظر مختلفة كل هذا يعزز الصلة الاجتماعية ويسمح ببروز مواطنة بناءة.
إن وجاهة محتويات منهاج مادة التربية العلمية التكنولوجية مرهون بإرسائها في الوسط الاجتماعي الثقافي للتلاميذ، من هذا المنظور تصبح المعارف والكفاءات المستهدفة متمحورة حول مشكلات ملموسة ذات دلالة لدى المتعلمين.
وبهذا فإن تناول هذه المحتويات يتميز بالتفتح أكثر على الحياة، مما يجعلها تساير مشاكل الأفراد ومتطلبات الحياة العصرية.
كما إن إعداد محتويات المنهاج تم بإدماج مختلف أبعاد مادة التربية العلمية والتكنولوجية للحفاظ على الوحدة الأساسية للفكر العلمي، مع السهر على دعم الفصل المبكر بين مختلف المواد العلمية بدون تجاهل الخصوصيات الأساسية لكل بعد، والتي تتمثل فيما يلي: